الثلاثاء، نوفمبر 19، 2013

محمد محمود .. بين أمس و اليوم و الحق المفقود..

لماذا نزلنا يوم السبت 19 نوفمبر 2011 ؟

كانت الإستغاثة صارخة في صباح يوم السبت المشئوم، تم فض المعتصمين في ميدان التحرير " مصابين الثورة " من قبل قوات الشرطة و تم تكسير عظامهم و خيامهم و طردهم من الميدان بعد انتهاء جمعة قندهار الثانية بقيادة صاحب الصوت العالي و الرجولة الغير متوافرة، بائع القضية بعدما يدعو اليها " حازم ابو إسماعيل ".
نزلنا ندافع عن من تم سحلهم في ميدان يوماً ما كان يُدعى ميدان الحرية و لم يرىَ بعدها إلا ميدانِ الدْم، انسحبت قوات الشر الاسود الي داخل شارع الحق "محمد محمود" و تركوا عربتهم التي شهدت التعذيب و الدم على مر العقود، و لكنهم لم يرحلوا بل أصروا على الاستيلاء على الميدان و بدأ الهجوم و بدأنا الدفاع عن حق الذين ضُرِبوا و عن حقنا في هذا الشارع الذي لم ير النور بعد!..

هنجيب حقهم؟ يا نموت زيهم؟
لم تكن الإجابة صعبة على هذا الهتاف و السؤال.. و كانت قوات الشر تجيب علي كل من قال هذا الهتاف بإجابة صريحة: "ستموتون مثلهم ".
و على هذا النهج إستمرت الأيام و إستمر ملاك الموت يستقبل أسود المعركة يوماً وراء يوم أسداً وراء أسد.
الصفوف الأولى .. الصفوف الأخيرة : كانوا هناك.. في أول الصفوف يثقون في من خلفهم، يثقون في من لم يروهم بأعينهم بل من رأوهم بأعين الحق و المكان و الزمان.. الذين في آخر الصفوف كُتِب عليهم أن يأتوا بحق من كانوا في الصف الأول، الدم لا ينسى و لا يمر عليه الزمان فيبرد.. الدم يصرخ الي الله و يصرخ الي كل من بيده ان يأتي بالحق من أيدي قوى الشر و الظلام.. لهذا ننزل!.. لأنهم كانوا يثقون إننا لن نترك دمهم يوماً، و انهم كما قطعوا علينا عهداً و أعطونا ثقة الصف الأول، ان وقعوا نحن خلفهم هم يعرفون ذلك.
هنجيب حقهم.. هنحقق حلمهم.

محمد محمود.. موقعة كشف الكذب و الخيانة..
منذ أول لحظة في أول يوم و ظهرت الوجوه على حقيقتها و كأن في هذه المعركة هي معركة كشف الوجوه، كشف من يهتم بالحق و من يهتم بالكراسي و من يهتم بخوفه من الحق، 
و كأن الناس لم تفهم.. لم تريد ان تفهم.. ام خائفة تفهم تموت من رعب الحقيقة !

.. و مرت سنة و أثنين و نحن مازلنا هنا، لكن المصفى مازالت تصفي من ليس نقي كالثلج ليبقى داخل المعركة، 
و من ينجح و يثبت نقاء قلبه لا يغفاه سهم الشر من رصاص كتذكرة للملكوت الأعلى، و يزداد مع كل لحظة خوف حاكم قلعة الشر في آخر الشارع و يزداد صلابة و قوة كل من بقى داخل شارع الحياة، و يهرب من لم يستطع المواجهة.

صور صورتها في بداية أول إشتباكات محمد محمود..