الأربعاء، سبتمبر 18، 2013

على محطة اﻷتوبيس.. أمن الدولة

كنت قاعد على محطة اﻷتوبيس مستني اصحابي ف الحركة ييجوا عشان كان ورانا ندوة في وسط البلد
و بقرا في كتاب " قواعد العشق اﻷربعون "
المهم ان و انا بقرا لقيت واحد قاعد جنبي بيكلمني


*على محطة اﻷتوبيس تحت احد الاشجار اما محطة سعد زغلول .. يجلس رجل في ستينات عمره ظهره منحني لحيته بيضاء خفيفة و على وجهه آثار تخبطات الحياة يمسك بيده عصا لتحمل عبء الحياة معه .. يلملم اغراضه في أكياس من البلاستيك في يده اﻷخرى *


و دار هذا الحوار..

هو : هي الدراسة بدأت
أنا : ﻷ لسة
هو : امال انت بتقرا ايه يبني ؟
أنا : كتاب يا حج .. هواية يعني
هو : إنت عارف يا أبني .. أنا اصلا مؤلف و صحفي بس محدش يعرفني ولا سمع عني.. عارف ليه؟
أنا : ليه ؟
هو : زمان أول ما اتخرجت اشتغلت و كنت صحفي ناجح و كويس و لي آراء و كنب بدأت في كتابة كتب.. في يوم جالي واحد من الشرطة " أمن الدولة " بعتلي عشان عايزني..
أنا : و عملت ايه ؟

هو : رحتلهم.. جالي ظابط كدا قاللي عايزينك تشتغل معانا و تبقى مرشد على باقي زملائك الصحفيين و تبقى صحفى تبعنا
أنا : طب و اشتغلت معاهم ؟؟
هو : مارضيتش اشتغل معاهم مرشد او حتى صحفي تبعهم و حصل اللي شايفه دا
أنا : *ببصله من فوق لتحت بحاول أفهم* حصل ايه ؟؟!
هو : منعوني من اني اشتغل في اي جريدة او صحيفة و كانوا بيلفقولي تهم و يبعتوا ناس ورايا عشان تضايقني.. في الصحف و المجلات و الشوارع و حتى في العمارة .. على فكرة انا كتبت كتب.. كتب كتير و ولا كتاب اتنشر ! و ألفت قواميس لغات.. حتى دي متنشرتش!
أنا : ليه كل دا.. كان في حاجة مش عاجباهم انت كاتبها ؟
هو : هما كان ليهم ناس في الرقابة كانوا بيمنعوا اي حاجة عليها اسمي
أنا : و عملت ايه او اشتغلت ايه ؟
هو : حاولت اسيبلهم البلد و اهج !
قلت اروح كندا .. أنا معايا 3 لغات.. انجليزي و ايطالي و فرنساوي.. و كندا محتاجة لغة واحدة يا انجليزي يا فرنساوي..
بعد ما قدمت الورق و كل الطلبات.. قالولي انت اترفضت !.. بشوف الورق لقيت عليه امضى مش بتاعتي ! و قالولي هات عقد عمل و تعالى و دا مش موجود في الشروط اساسا !.. طلع امن الدولة كمان اللي مانعني ! يعني هسيبلهم البلد حتى مش عاجبهم..

أنا : طب عايزين منك ايه تاني ؟
هو : بص يا بني انا ساكن في العمارة دي هنا في القصر العيني
حتى في السكن مش سايبنني في حالي ..
جابولي واحد قليل اﻷدب و مراته كل يوم يعملولي مشاكل
لدرجة الفُجر ! شوف الفُجر ! و احنا بنصلي الجمعة اول ما خرجت من الجامع جابلي شومة و جي يضربني ! و مراته .. مراته جاية بتقولي انا هقطع هدومي و هصوت و هلبسك قضية تعدّي على واحدة ! و بعد كل دا .. الراجل دا خلوه وكيل ولا رئيس ادارة في وزارة التربية و التعليم !و هو لا يعرف تربية ولا تعليم و كان حتة مدرس انجليزي معفن .. بس شغال مرشد معاهم..!
أنا : *بحاول اغير الموضوع* طب و عملت ايه بعد الثورة ؟ و كتبك ماتنشرتش ليه ؟
هو : هما يا دوب عدا 6 شهور .. كانوا رجعوا تاني !
أنا : هما مين دول ؟

هو : و كل كتب العيال بتوع امن الدولة اتنشرت.. و بقوا معروفين و كتبهم في السوق.. اتنشرت من غير رقابة ولا اي كلام ولا حاجة عليهم !
 يا ابني بقولك حتى القواميس اللي انا عاملها متنشرتش !
أنا : و انت ايه رأيك يا حج في ال بيحصل ؟ شايف الدنيا ازاي ؟
هو : شايفها زفت ! و من اضمحلال لاضمحلال و هننزل اكتر
أنا :  ليه كدا يا حاج دي الناس متفائلة و فرحانة
هو : أنا شايف نموذج اﻹتحاد السوفيتي
أنا : ازاي يا حاج ؟
هو : يعني هنتفكك اكتر و اكتر و هنتبهدل اكتر و اكتر * حبة مناقشات بنفس النتيجة *

 يعني زي ما هتلر كان عامل هنا حاصل 4 مليون كانوا بيراقبوا على 4 مليون و كله جواسيس على بعض.. ملهاش حل يابني.. هنتفكك اكتر عشان دول يمشوا
أنا : ربنا يستر يا حاج
هو : همشي انا بقى يابني
أنا : مع السلامة يا حاج
...