ارادة الله و ارادة
البشر ؟
"الله لا يفعل شيئا تستطيع أنت ان تفعله"
فكرت خلال الفترة
الماضية بعد احد العظات عن الكتاب المقدس ان الروح القدس العامل فينا لا يفسر لنا
الكتاب المقدس طالما نستطيع نحن ان نبحث و نجد التفاسير السابقة و الخلفيات
التاريخية للكتاب المقدس.. 
و عندما فكرت في
الحياة بشكل أشمل و أعم.. و رأيت الناس في المجاعات و المصائب و المشاكل و اﻷزمات
و فكرت لماذا لا يتدخل
الله في تلك اﻷمور و هو القائل عن نفسه "المعطي الطعام لكل ذي نفس حي" ؟و عندما فكرت قليلا وجدت ان الموضوع منطقي جدا، لماذا يتدخل الله عندما يمكن ﻹنسان ان يحل المشكلة؟، فالله يحترم حرية الانسان تماما و لا يتدخل في ارادته البشرية، فاﻹنسان هو مخلوق على صورة الله و هو الكائن الوحيد الذي يتميز ب"الارادة - العقل - معرفة الخير و الشر" و هذه المميزات ليست عند غيره من الكائنات الاخرى،
الارادة : قدرة الانسان على التخطيط و التنفيذ
العقل : يشمل خيال الانسان في ابتكار و اختراع ما يحتاجه
معرفة الخير و الشر : عندما اكل ادم و حواء من شجرة معرفة الخير و الشر فانهم ليس فقط عرفوا الشر و اصبح في قلبهم و جزء من جنسهم البشري اﻵدمي لكنهم ايضا طبع في جنسهم معرفة الخير فانهم صاروا مثل الله عارفين الخير و الشر
و لذلك فعندما يكون باستطاعتهم مساعدة شخص ما او انقاذ احد من الموت فالله لا يتدخل و يترك اﻷمر بيدهم، ﻷن ربنا خلق الكون بالمساواة و خلق لكل كائن حي طعامه و اذا نظرت للطبيعة تجد ذلك واضحا و ان الحيوانات الضارية عددها اقل من الفرائس و ان الفرائس لا تجوع ابدا و تأكل من عشب اﻷرض و ان الطيور الضارية كذلك.. فالكل مخلوق بالعدل و المساواة و هذا كله غيره الانسان، فالانسان بسلطته طوع الطبيعة لخدمته هو فقط، و استغل ما سلطه الله عليه اسوأ استغلال، و لذلك نجد اليوم المجاعات.. فكل طفل جائع في الصومال امامه طفل سمين في امريكا و الخليج و كل شحاذ في الشارع امامه شخص لديه 3 سيارات.. و كل مريض امامه طبيب يمكن ان يعالجه ان اراد.. و كل مديون امامه دائن جشع..
الله خارج تلك المعادلة.. ان كان هناك انسان يستطيع ان يساعد انسان آخر و لا يساعده فتلك ارادته و ان الله لا يتدخل
"الله لا يفعل شيئا تستطيع أنت ان تفعله"
إفعل كل ما استطعت و كل ما تستطيع و كل ما ستستطيع.
منير عادل
24/2/2014

 
