الانسان الحر..
وخرافات النصيب والقدر والحظ والمكتوب
هذا المقال ربما
هو عكس كل ما حييت عليه طوال حياتك، ربما هو كان الشماعة التي تعلق عليها فشلك او
اخطاءك، ربما هو ما تعتقد انه الايمان الصحيح وربما سمعت عنه من رجال الدين، ربما
كان درس في مدارس الاحد، ربما هو احد اهم كلمات التعزية التي سمعتها في حياتك..
لكن يؤسفني ان أقول لك ان كلامك لا أساس له من الصحة بل هو ضد الله وافتراء عليه.
ان مفاهيم
القضاء والقدر والنصيب والمكتوب والمقسوم والحظ هي مفاهيم هرطقة ولا تمس للمسيحية او
بالله بصلة بل هي سبب رئيسي من نفور الناس من الله وادعاءهم عليه بأشياء باطلة
والبعد عنه واعتباره إله شرير.
دعونا نوضح أولا
اهم نقطة سنتكلم عنها.
الانسان كامل
الإرادة والحرية والمشيئة:
على مر الزمن
كانت مفاهيم ان أي حدث سيء نقول عبارات للتعزية مثل: "ربنا عاوز كدا – ربنا مش
كاتبلك – دا مش رزقك اللي مقسوملك – معلش أصلها مش من نصيبك"
كل هذه الجمل هي افتراء علي الله... لماذا؟ 
ان الله لا
يتدخل في امر في حياتك بشكل مباشر بأي طريقة كانت، فأن كنت قد فشلت في دراستك فهذا
بسببك انت وربما بسبب النظام التعليمي ودعونا نقول ان كلمة "فشل" هي
كلمة عنصرية بحتة فلا فشل في الحياة لكن النجاح نسبي وربما ما يراه الناس فشل هو
نجاح في المكان الصحيح، لذلك فلا دخل لله في الامر فحريتك كانسان هي حرية كاملة في
اتخاذ القرارات وفي كل ما باستطاعتك ان تفعله. الزواج مثلاً هو اختيارك الشخصي
وليس نصيب من الله والا كانت جميع الزواجات الفاشلة هي اختيار من الله ايضاً حاشا
لله !! وكذلك العمل والرزق فأن لم تكن تعمل بجدّ لن تنال ما تستحقه.
 كل هذا ملخص في شرط الله الأول للبشرية حينما
قال الله لآدم:" "بعرق وجهك تأكل خبزًا"
(تك 3: 19) وهذه الآية هي مفتاح لمعرفة كيفية تعامل الله معنا، فهذه الآية لا تنطبق
فقط على العمل او الرزق بل هي تنطبق على كل ما يفعله الانسان على وجه الأرض وهي
آية لدينونة الانسان في الآخرة.. حيث انك ان كسبت بدون عرق فأنت بالتأكيد لم تكن
اميناً وان قلت اني بار بدون حياة في الطريق الكرب الضيق مع الله فأنت لست باراً..
وهكذا ان طبقتها على كل ما في الحياة.
فإن طبقت
نظرية القضاء والقدر على كل ما في الحياة فستدخل في اكبر لغط في الحياة هو تدخل
الله لحدوث الشر! حاشا لله فالله لا يفعل الشر ولا يريد الشر، ان الشر مصدره هو
الشيطان ومنفذه الأوحد والوحيد هو الانسان، فان كان هناك فقراء في العالم فهذا
بسبب ان هناك اغنياء، ان كان هناك مظلومين في العالم فالسبب الوحيد هم الظالمين،
الله لا يتدخل ويمنع شرهم لأن ارادتهم ان يكونوا اشرار هي إرادة حرة وكاملة، فيقول
الكتاب في المزامير على لسان اساف في مزمور 73.
إرادة الانسان
وإرادة الله في حياته:
فلنبدأ هذه
الجزئية عن إرادة الله في حياة الانسان فمتى نتكلم عن الله ينبغي ان يكون الكلام
من كتاب الله، فيقول المسيح:" "هأنذا واقف على الباب وأقرع إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه وأتعشى
معه وهو معي" (رؤ3: 20)، فالمسيح يقرع من يوم ولادتنا الي يوم مماتنا وينتظرنا
نحن بكامل ارادتنا ان نفتح له باب قلبنا وحياتنا، ان كان الله يتدخل في حياة
الانسان بطريقة مباشرة او كما يشاء فكان سيكسر الباب ويدخل بدون اذن، لكن الله
"Gentle" بمعني ان الله بيبعت INVITE وانت بكامل
ارادتك بتعمل going وبتنفذ
"خطة" الله لحياتك او بتعمل Decline وبكامل ارادتك ترفض
اي خطة له.. 
فالله "الذي يريد ان جميع الناس يخلصون والى
معرفة الحق يقبلون." (تيموثاوس2 1:4) هذه هي إرادة الله ومشيئته التي لا
تتعارض او تتفق مع إرادة الانسان الا في اختياره.. 
"الحياة والموت امام الانسان فما أعجبه يُعطَى
له" (سفر يشوع بن سيراخ 15: 18)
"اُنْظُرْ. قَدْ جَعَلْتُ الْيَوْمَ قُدَّامَكَ
الْحَيَاةَ وَالْخَيْرَ، وَالْمَوْتَ وَالشَّرَّ" (سفر التثنية 30: 15)
"قَدْ جَعَلْتُ قُدَّامَكَ الْحَيَاةَ وَالْمَوْتَ.
الْبَرَكَةَ وَاللَّعْنَةَ. فَاخْتَرِ الْحَيَاةَ لِكَيْ تَحْيَا أَنْتَ وَنَسْلُكَ"
(سفر التثنية 30: 19)
من هنا ندخل الي المغالطة الكبيرة بين حياة
التسليم وحرية الإرادة:
إرادة الله في حياة الانسان هي ان يخلص وان
يفعل مشيئة الله للحياة الإنسانية منذ اول الخليقة وهي ان يتعدّوا مرحلة الاختبار
في الحياة الأرضية لنوال الحياة الأبدية.
فإن كان الانسان اختياره من اختيار الله له، فالإنسان
يحيا في حياة التسليم والتوكل على الله، حيث تصبح ارادته كانسان وإرادة الله ارادة
واحدة وهنا تكون كل اختياراته الحياتية تؤدي الي هدف واحد وهو تنفيذاً لمشيئة الله
كما نقول في الصلاة الربانية: "لتكن مشيئتك" فمشيئة الله ان اتبعها
الانسان لن تكون بدون إرادة او حرية لكنها ستكون بالقبول التام لعمل الله في حياة
الانسان ولحياة التسليم شروط كثيرة أهمها ان يكون الانسان اميناّ، صادقاً،
متواضعاً "فتواضعوا تحت يد الله القوية لكي يرفعكم في حينه. (رسالة بطرس الرسول
الأولى 6:5)”، فمن هنا يستطيع الانسان ان يصل الي إرادة الله التي تحدث عنها بولس
قائلاً:"لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال
صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا." (افسس
2:10)
وان لم نكن نريد ان نفعل تلك الاعمال الصالحة
التي أعدها الله لنا فان الانسان رافض الله يقول عنه الكتاب: "عَالِمًا أَنَّ مِثْلَ هذَا قَدِ انْحَرَفَ، وَهُوَ يُخْطِئُ مَحْكُومًا
عَلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ" (رسالة بولس الرسول إلى تيطس 3: 11) وايضاً:"لِذلِكَ أَنْتَ بِلاَ عُذْرٍ أَيُّهَا الإِنْسَانُ" (رومية 2:1). فمن
هنا يتضح ان الاختلاف بين إرادة الانسان وحياة التسليم وإرادة الله هو اختلاف كبير
وواضح.
من هنا ندخل الي اخر نقطة وهي ما هي حدود
حرية الانسان؟:
ان حرية الانسان وارادته هي من حرية الله في الأساس
فكوب الماء أساسه نهر يتدفق فعندما خلق الله الإنسان قال: "نعمل الإنسان على صورتنا
كشبهنا" (تك 1: 26). فاحنا صورة من الله على الأرض وحدودنا الدنيوية هي التي
ليس بإرادتنا ان نفعل لها شيئاً مثل: "الاهل – الزمان – المكان – الولادة –
الموت" اما عن باقي الحياة فهي في يدنا كلها.
اسف على الإطالة.. ان شاء الله خلال هذا الأسبوع
سأكتب المقالة الثانية عن "المعجزة وحدود إرادة الانسان"
دمتم سالمين J لا تنسوا كتابة ارائكم في المقالة و النشر
لتعم الاستفادة.
*هذه المقالة تحتوي اراء شخصية طفيفة فالنقاش
مفيد للكاتب والقارئ*
#منيروتيات

 
